1

ΧΡΙΣΤΟΥΓΕΝΝΙΑΤΙΚΗ ΕΚΔΗΛΩΣΙΣ ΕΙΣ ΤΟ ΑΜΜΑΝ ΤΗΣ ΙΟΡΔΑΝΙΑΣ ΤΗ ΠΡΟΣΚΛΗΣΕΙ ΤΟΥ ΜΑΚΑΡΙΩΤΑΤΟΥ

Τό ἑσπέρας τῆς Τετάρτης, 6ης /19ης Δεκεμβρίου 2018, ἡμέρας μνήμης τοῦ ἐν ἁγίοις Πατρός ἡμῶν Νικολάου Ἐπισκόπου Μύρων τῆς Λυκίας τοῦ θαυματουργοῦ  (π.ἑ.), τῇ προσκλήσει τοῦ Μακαριωτάτου Πατρός ἡμῶν καί Πατριάρχου Ἱεροσολύμων κ.κ. Θεοφίλου διωργανώθη εἰς τό ἐν Ἀμμάν Πολιτιστικόν Κέντρον  τῆς Νομαρχίας ἐν ὄψει τῶν ἐγγιζουσῶν ἑορτῶν τῶν Χριστουγέννων, χριστουγεννιάτικη ἐκδήλωσις ,εἰς τήν ὁποίαν ἦσαν προσκεκλημένοι κληρικοί καί λαϊκοί, μέλη τῶν Ἐκκλησιῶν τῆς Ἰορδανίας.

Τόν Μακαριώτατον ἐσυνώδευσε εἰς τήν ἐκδήλωσιν ταύτην ὁ Γέρων Ἀρχιγραμματεύς Σεβασμιώτατος Ἀρχιεπίσκοπος Κωνσταντίνης κ. Ἀρίσταρχος, ὁ ἐν Ἀμμάν Πατριαρχικός Ἐπιτρόπος  Σεβασμιώτατος Ἀρχιεπίσκοπος Κυριακουπόλεως κ. Χριστοφόρος καί ἱερεῖς τῆς πόλεως τοῦ Ἀμμάν καί ἄλλων πόλεων τῆς Ἰορδανίας.

Εἰς τήν ἐκδήλωσιν ταύτην ἐψάλη ὑπό τῆς Ὀρθοδόξου χορῳδίας τῆς πόλεως Σαρίχ τῆς Ἐπιτροπείας τοῦ Ἴρμπετ τό ἀπολυτίκιον τῶν ἐν Ἰορδανίᾳ ἁγίων ἀραβιστί καί τό «Ἄξιόν ἐστι ὡς ἀληθῶς» ἑλληνιστί.

Ὑπό τῆς χορῳδίας τῆς Ρωμαιοκαθολικῆς Ἐκκλησίας, τήν ὁποίαν ἐξεπροσώπευσεν εἰς τήν ἐκδήλωσιν ὁ ἐν Ἀμμάν Ἀρχιεπίσκοπος Σεβασμιώτατος Σόμαλυ, ἐψάλησαν διάφοροι χριστιανικοί ὕμνοι, ὡς τό “Ave Maria”, «Χαῖρε Μαρία», χριστιανικοί ὕμνοι καί κάλαντα ὑπό δεκαετοῦς καλλιφώνου τενόρου καί ὑπό τῆς καλλιφώνου Mennel Maskoun καί ἄλλων καλλιφώνων προσκεκλημένων γυναικῶν.

Τήν Χριστιανικήν ἑορταστικήν ἀτμόσφαιραν ἐπεσφράγισε διά στόματος π. Ἤσσα Μοῦσλεχ προσφώνησις τοῦ Μακαριωτάτου, εἰς τήν ὁποίαν  Οὗτος ηὐχαρίστησε τόν βασιλέα τῆς Ἰορδανίας διά τήν συνεχιζομένην ὑπ’ αὐτοῦ πολιτικήν εἰρηνικῆς διαβιώσεως, συνυπάρξεως καί συνεργασίας Μουσουλμάνων καί Χριστιανῶν ἐγκατασταθείσης ἀπό τοῦ 638 μ.Χ. ὑπό τοῦ ἀοιδίμου  Πατριάρχου Ἱεροσολύμων ἁγίου Σωφρονίου καί τοῦ Χαλίφου Ὀμάρ Χατάμπ. Ἡ προσφώνησις αὕτη ἔχει ἀραβιστί ὡς ἕπεται:

حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه

صاحب السمو الملكي الأمير غازي ابن محمد المعظم

أصحاب الدولة والمعالي والسعادة والنيافة والسماحة

السيدات و السادة

الحضور الكريم

 

يُشرفني أن ألقي في حضرةِ جلالتكم كلمةَ غبطة البطريرك ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدسة و سائر أعمال فلسطين والأردن، وأنقلَ لكم سلام وتحيات أعضاء المجمع المُقدّس، وأعضاء أخوية القبر المُقدّس، وسائر الآباء الأجلاء كهنة بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، وأبنائنا الروحيين أبناء الكنيسة الرومية الأرثوذكسية،  بمناسبة هذا الاحتفال بعيد الميلاد المجيد تحت رعاية جلالتكم.

فأنتم يا صاحب الجلالة، ملك الأردن العزيز، صاحب الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف بما فيها القبر المقدس وبطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، هذه الوصاية التي تُشكّل درع حماية وامتداد للعهدة العمرية التي تمت بين البطريرك صفرونيوس  والخليفة عمر بن الخطاب.

 

 

صاحب الجلالة المعظم

إن عيد الميلاد المجيد هو عيد تجسد السلام والمحبة، المحبة التي هي ثمرة التنازل الإلهي الممزوج ببذل الذات والتواضع التام وإخلاء الذات من أجل مصالحة الإنسان مع الله والقريب، لكي يعم السلام الآتي من فوق، من السماء، والساكن في قلب الانسان. فلا سلام على الأرض بدون سلام القلب ونقائه، ولا يمكن حب الله بدون تجسد هذا الحب بمحبة القريب، محبة الانسان لأخيه الأنسان مهما كان ومن أين ما كان.

فالميلاد المجيد يعلمنا أن نرى الله في وجه كل إنسان على الأرض وأن نحبه.

ولهذا ولد المسيح بالجسد، من امرأة عذراء (سيدتنا مريم العذراء)، واختار أن يولد في مذود للبهائم، في مغارة متواضعة، في مدينة بيت لحم الصغيرة.  وأول من سمع تسابيح الملائكة من السماء، مبشرين بمولده هم رعاة بيت ساحور البسطاء، ومن قدموا له الهدايا هم المجوس الغرباء، وأول من دافع عنه هم أطفال بيت لحم الشهداء.

 

فبولادة السيد المسيح في بلادنا المقدسة ومعموديته التي تمت في نهر الأردن، عندنا هنا في الأردن، انبعثت ولادة جديدة للبشرية جمعاء، وأسست مفاهيم روحية كونية غيرت مجرى التاريخ إلى الأبد.

 

 

ونحن اليوم نحتفل معاً بعيد الميلاد المجيد الذي يذكرنا بأهمية السلام وحاجة المجتمعات البشرية الماسة إليه نرفع نداءنا إلى جميع ذوي النوايا الحسنة في كل أرجاء العالم للعمل من أجل السلام العادل لكل البشر وترسيخ أواصل الأخوة والعيش معاً. فنقبل الآخر وخصوصاً المحتاج وننفتح عليه بروح المحبة فنصغي له ونقبله ونمد له يد المساعدة لنساهم في تعزيز روح الأخوة والمحبة لا روح الإنغلاق والإنعزال. واحتفالنا بالميلاد المجيد يقاس بمقدرتنا على الحب واستقبال الآخر والتضامن والوحدة.

 

 

جلالة الملك المُعظّم

السيدات و السادة أبناء الأسرة الأردنية الواحدة

إن كنيستنا الأرثوذكسية المقدسية أم الكنائس هي الكنيسة المحلية في بلادنا المقدسة وهي ممثلة ببطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية بموجب القوانين والأنظمة الكنسية وحتى الدولية. ومن هنا وانطلاقا من موقعنا الروحي والرعائي في جسم الكنيسة الجامعة ننبه من خطورة تعاليم ومواقف البدع والهرطقات التي تأتي باسم المسيحية. فالمسيحية منها براء، وخصوصاً تلك الفئة التي تسمى بالمسيحية الصهيونية التي تتبنى معتقدات وتعاليم بعيدة كل البعد عن المسيح وتعاليمه. حيث تنشط هذه المجموعات الزائفة على منصات حوار الأديان وتعطي صورة مشوهة عن إيماننا المسيحي. وهي تعكف على استغلال منتديات التلاقي بين الأديان من أجل تزييف وتشويه التاريخ وإعطاء من لا يملك لمن لا يستحق. ونحن في كنيستنا الرومية الأرثوذكسية نحذر من خلط الأوراق وتشويه العقائد بما يحقق مآرب الباغضين والمتآمرين، فما تعانيه كنيستنا من اعتداءات على أملاكها وأوقافها في القدس وفلسطين هو جزء من هجمة ممنهجة على جميع كنائس القدس.  إذ تتخذ هذه الهجمة عدة أشكال: من فرض للضرائب، إلى محاولة مصادرة للممتلكات، وإرغام أبنائنا على دراسة المناهج الإسرائيلية. كما تعرضت أكثر من خمسين كنيسة لحرق وتكسير بشع على يد ما يدعى جماعات تدفيع الثمن اليهودية منذ عام ألف وتسعمائة و سبعٍ وستين. وللأسف، تبقى حملة الاستهداف مستمرة، الأمر الذي يستدعي جهدا مضاعفا من جميع كنائس العالم لكي تلتف حول وصاية جلالتكم لحماية القبر المقدس وحماية كنائسنا التاريخية في الأراضي المقدسة وقد عبرنا نحن وجميع كنائس الشرق الأوسط عن موقفنا الثابت بأن أساس السلام في القدس هو أن تبقى كنيسة القيامة للمسيحيين وحدهم كما هو المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم.

كما نود أن نؤكد، وباسم جميع كنائس الأراضي المُقدّسة بأنه لا بديل عن حل الدولتين وأن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين. وهذا هو أبسط حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، والتي إن استمر العالم بتجاهلها سنشهد المزيد من الصراع الديني والتطرف والاعتداء على حقوق الآخرين.

مليكنا المحبوب

في هذا الزمن الصعب والحروب والمآسي التي تحدث في الدول المجاورة وفي خضم معاناة الإنسان اليومية والخوف المتزايد في قلوب الناس من المجهول الآتي. كم كان الإحساس جميلاً والمشاعر جياشة مليئة بالثقة والحب والأمل عندما حصلتم على جائزة تمبلتن للوئام والسلام، فهذا زادنا فخراً واعتزازاً وحباً لجلالتكم، فقابلتم العطاء بكرم هاشمي أصيل ينم على حرصكم المعهود على المقدسات حين تبرعتم بجزء كبير من هذه الجائزة لإعمار كنيسة القيامة وأنتم تبرزون للعالم أجمع الصورة الحقيقية للإسلام ونموذج فريد للعيش المشترك وإصرار زعيم عظيم على حفاظه على النسيج الوطني السليم والحقيقي في مملكته.

فعملكم هذا يا صاحب الجلالة، وأداؤكم لمهامكم في وصايتكم ورعايتكم لمقدساتنا الإسلامية والمسيحية هو خير مثال للعالم على الجهاد الحقيقي، و درس للجميع بأن يؤدي كل عمله على أحسن وجه.

جلالة الملك المعظم

و نحن إذ نعايد جلالتكم  و ابناء الاسرة الهاشمية و الأردنية بمناسبة عيد الميلاد المجيد و رأس السنة الميلادية نرفع أدعيتنا و صلواتنا الى الرب الإله من اجل الصحة و التوفيق لجلالتكم لتواصلوا مسيرتكم المباركة و أن يديم علينا نعمة الأمن و الاستقرار و يحفظ اردننا الغالي و جيشنا العربي الباسل و كل الساهرين على امن و استقرار الوطن متمنين لكل أبناء و بنات الوطن العزيز كل نعمة و بركة.

دمتم و دام الأردن مباركا الى الأبد

Ἐκ τῆς Ἀρχιγραμματείας